أسماء القرآن وأوصافه في القرآن الكريم " جمع ودراسة "

ملخص الرسالة

أسماء القرآن وأوصافه في القرآن الكريم "جمع ودراسة"

ملخص البحث:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.. وبعد:

فقد عرض الباحث في بحثه الموسوم بـ((أسماء القرآن وأوصافه في القرآن الكريم "جمع ودراسة")) إلى أن أسماء القرآن الثابتة له خمسة أسماء فقط، والبقية إنما هي أوصاف له، وليست بأسماء أعلام على القرآن.

• وتحدث الباحث عن الأسماء المردودة المنسوبة للقرآن وبلغت تسعة أسماء، وبيَّن أنها لا تثبت أوصافًا، فضلًا أن تكون أسماء للقرآن.

• ثم عرض الباحث أوصاف القرآن الصريحة، وبلغت ستة وثلاثين وصفًا،وقسمها إلى أوصاف صريحة دالة على بيان حقيقة القرآن وصدقه، وأوصاف صريحة دالة على بيان القرآن وإرشاده، وأوصاف دالة على بيان بركة القرآن وتأثيره.

• ثم ذكر الباحث الأوصاف التي اختلف في وصفيتها للقرآن، وبلغت عشرين وصفًا، وقسمها إلى أوصاف راجحة، وأوصاف مرجوحة،وذلك من خلال ما توصل إليه الباحث بعد الدراسة.

والنظر.

ثم ختم الباحث بحثه بخاتمة بيَّن فيها أبرز النتائج والتوصيات، التي توصل إليها، وقائمة بالمراجع والفهارس.

مقدمة:

إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].

﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1].

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70، 71].

أما بعد:

فإن للمعارف على تعدد أنواعها، واختلاف طرقها، فوائد لا تجحد، وثمرات لا تنكر، وإن أعظم المعارف، وأجل العلوم، دراسة كتاب الله تعالى، والعلم به، فهو أولى ما صرفت فيه الساعات، وأعظم ما عمرت به الأوقات، وأبرك ما فنيت فيه الأعمار.

والله تعالى أنزل كتابه الكريم مشتملًا على كل خير، حاويًا كل فضل، دالاً على ما فيه صلاح المعاش والمعاد، فلا خير إلا دل عليه، ولا شر إلا حذر منه، ولا سعادة ولا فلاح ونجاح إلا حث عليه ورغب فيه، إذ هو الهدى والنور، والرحمة والذكر، والموعظة والبشرى، كتاب لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، لا عوج فيه ولا ريب، تنزيل من حكيم حميد.

وبما أن القرآن نزل على أمة جاهلية، تعيش في تخبط وظلام، وجهالة وضلالة، لا علم لها بكتاب، ولا معرفة لها بخطاب رباني، ذكر الله تعالى في ثناياه أسماء وأوصافًا، تبين لهم حقيقته وصدقه، وبيانه وإرشاده، وبركته وتأثيره؛ علَّهم يعودون إلى رشدهم، ويرتدعون عن باطلهم، ويهتدون بكتاب خالقهم وموجدهم، حتى ينالوا الدرجات العلى، والمكانة الأسمى في الدنيا والأخرى ﴿ إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا ﴾ [الإسراء: 9].

وإن تعدد أسماء الشيء وكثرة نعوته، مما يدل على شرفه وفضله، أو كماله في أمر من الأمور، يقول الفيروز أبادي [٨١٧ هـ]: ((اعلم أن كثرة الأسماء تدل على شرف المسمَّى، أو كماله في أمر من الأمور، أما ترى أن كثرة أسماء الأسد دلت على كمال قوته، وكثرة أسماء القيامة دلت على كمال شدته وصعوبته، وكثرة أسماء الداهية دلت على شدة نكايتها، وكذلك كثرة أسماء الله تعالى دلت على كمال جلال عظمته، وكثرة أسماء النبي صلى الله عليه وسلم دلت على علو رتبته، وسمو درجته، وكذلك كثرة أسماء القرآن دلت على شرفه، وفضيلته))[1].

وقد اهتم العلماء - رحمهم الله - بأسماء القرآن وأوصافه، فلا يخلو - غالبًا - كتاب تفسير أو علوم قرآن، إلا ويتطرق إليها، ويذكر طرفًا منها، وبعضهم دبج كتابه بها; لأهمية معرفتها ودراستها؛ إذ العلم بها ينتج عنه المعرفة الكاملة لحقيقة هذا الكتاب، وبيان منزلته، وعلو مكانته، ودلالة صدقه وبيانه وإرشاده، وإيضاح بركته وتأثيره، وجلالة قدر من أنزله وتكلم به - سبحانه وتعالى -، وعظم من آمن به واتبعه، وخسارة من صد عنه، وكفر به، وإظهار إعجازه اللفظي والمعنوي..

وحيث إن الذي تولى ذكر هذه الأسماء، ونعت هذه الأوصاف، هو الله سبحانه وتعالى، الخالق العالم بما يصلح خلقه، والمحيط بكل شيء، في آيات كثيرة، ومواضع عديدة، بأسلوب غض طري، جامعًا بين السلاسة والجزالة، والقوة والعذوبة، في أساليب متنوعة، واستعمالات مختلفة.. مما يستوجب دراستها، ويتعين معرفتها، والاهتمام بها ﴿ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا ﴾ [النساء: 87] وقد جهدت وسعي، وبذلت طاقتي، في جمع ما يتعلق بهذا الموضوع، حتى انتهى بي المطاف إلى الأرض المقدسة - مكة المكرمة - في مكتبة الملك عبدالله بن عبدالعزيز، بجامعة أم القرى للبحث عن مراجع ومصادر تتعلق بالموضوع، بل وإلى القاهرة حيث ترددت على مكتبات الجامعات هناك، كمكتبة جامعة الأزهر، وعين شمس، ومركز صالح كامل للبحوث والدراسات الإسلامية؛ علِّي أظفر بمزيد مراجع ورسائل تعين الباحث في بحثه، وتجمع له شتات موضوعه.

أهمية الموضوع:

تكمن أهمية الموضوع في النقاط الآتية:

١- أن الموضوع تناوله القرآن الكريم بأساليب شتى، وفي سياقات متعددة، مما يبين أهمية الجمع بين تلك المواضع مع دراستها، واستخراج الدلالات والإشارات في ذلك.

٢- أن من تكلم عن الموضوع منهم من فرق بين ما هو اسم أو وصف، ولكنهم اختلفوا في ذكر عدد الأسماء، وما هي، وكذلك الأوصاف[2]، ومنهم من لم يفرق بين ما هو اسم أو وصف بل جعلها كلها أسماء، ثم تجدهم يضطربون في ذكر عدد الأسماء، فمنهم من أوصلها إلى مائة اسم، ومنهم من اقتصر على أربعة أسماء فقط كابن جرير مثلًا[3]، وفي هذا البحث محاولة للتفريق بين ما هو اسم أو وصف، وما يصح أن يكون اسمًا أو يكون وصفًا.

فهرس الموضوعات